عربي وامريكي في مغاره
banat 160 :: قصص وروايات :: قصص وروايات
صفحة 1 من اصل 1
عربي وامريكي في مغاره
عربي وأمريكي كانا يتحدثان عن العادات والتقاليد والدين
على سفح جبل , واحتد النقاش فحمل احدهما العصا للآخر
فهرب الاخر ودخل مغارة , فلحقه صاحب العصا مزمجراً
وفي هذه اللحظة حدث شىء لم يكن بالحسبان .
ارتجت الأرض وصار زلزالا , وانهارت الصخور على باب
المغارة فسدته سداً , وكان صوت الزلزلة داخل المغارة
مرعباً يخلع القلب . وبعد دقيقة هدأ كل شيء وصارت
المغارة سوداء , ارتفع صوت العربي : هااااااا .. رد
عليه الأمريكي : هاااااا .. اطمأن كل منهما بعض الشيء
لأنه وجد أخا له من جنس البشر معه .
اوعك تكون حامل العصا ...
احنا في ايش ولا في ايش ...
واقترب كل منهما على الصوت , ذلك ان الظلمة كانت كاملة
وتماسكا بالأيدي بقليل من اللطف . ثم جاء على بالهما النكد
بس لما نخرج من هون بس , والله لأفرجيك .
طب نخرج بس , وفرجيني على كيفك .
ورجع الله لهما عقلهما , واتفقا على خطة للخلاص .
أولاً يجب تحديد مكان باب المغارة , وثانياً التحسيس
والتعرف على المكان لتدبير الحال ومحاولة فتح ثغرة .
وبدأ العمل .
لكنهما عادا الى النكد .
قال الأمريكي : احنا ديننا أحسن .
قال العربي : لأ يا حبيبي احنا اللي ديننا أحسن .
وقال كلاهما بصوت واحد : الله هو الذي .....
ثم سكتا معا , ربما لأنهما نسيا بأن الله واحد مهما
اختلفت الأديان , وان الله هو خالق كل شيء على هذه
البسيطة , بما في ذلك هما الاثنين , والدين العربي والدين الأمريكي .
وفي هذه اللحظة العجيبة نشب الخلاف بينهما أكثر وأكثر .
فقال العربي : انتم تغنون بالديموقراطية , وتحسبون
انفسكم ديموقراطيين , وفي نفس الوقت تأمرون كل
من هو ليس أمريكيا ان يفعل ما تشاءون , واذا رفض
وقال لا , تعاقبونه , وتمنعون عنه المصروف , وتحتلونه
انتم تريدون ان تكونوا ديموقراطيين متى شئتم , وديكتاتوريين
متى شئتم , وتريدون وتريدون من الاخرين ان يدفعوا ثمن
ديموقراطيتكم , ولا يهمكم اذا مات الف او عشرة آلاف .
قال الأمريكي : انتم تحسبون انفسكم أحسن البشر
وتعتقدون ان اي شيء مختلف عنكم فهو خطأ , ولا تحترمون
الآخر , بل لا تحاولون الاقتناع بوجود الآخر , تتغنون
بتاريخكم وبالماضي , لا تعيشون الحاضر , ولا تنظرون
الى المستقبل , تعيشون في العهد القديم , وكأن الزمن
توقف عند ابن خلدون و عباس بن فرناس .
قال العربي : الحق عليكم , انتم الذين لا تريدون ان
تفهموا ان هناك اناس غير الأمريكيين على الأرض
أناس مثلكم من دم ولحم , لهم احلام مثلكم تماماً , لهم
أمهات وآباء مثلكم تماما , لهم حياة مثلكم تماما , انتم
الذين تعطون انفسكم الحق بتصنيف خلق الله , مرة محور
الشر , ومرة شرق أوسط جديد , ومرة عراق ديمقراطية
ومرة كوبا خالية من الديكتاتورية , حتى جعلتم العالم يكرهكم
ويهددكم ويتمنى سقوطكم في الهاوية , أيحلو لك وضعكم هكذا ؟
قال الأمريكي : الحق عليكم أنتم , أنتم الذين لا تريدون
ان تفتحوا عينكم , لا تريدون ان تستعملون عقولكم
وتنظرون ابع من انوفكم , لا تريدون ان تعرفوا ان هناك
عرب , يهود , ومسيحيين , آخريين , وان كل واحد يعيش
كما يحلو له , انتم الذين تعطون الحق لانفسكم بان تقولوا
عن الغير عربي والغير مسلم بأنه كافر , انا اعرف ان
الاسلام دين محبة وتسامح , لمدذا تستعملون الدين
كستار لاعمالكم وعقليتكم المتحجرة حتى جعلتم العالم
يعتقد ان الاسلام هو الارهاب , أيحلو لك الوضع هكذا ؟
وهنا بدأ الصراخ , وتحركت العصا , لكن الرجلين شعرا
بتعب مفاجيء , وتذكرا انهما محبوسان في مغارة , ولعل
السبب الحقيقي للتعب كان أن الأكسجين بدأ ينفذ , بدءا
يحسان بارتخاء المفاصل .
هل تتساءل أين تكملة القصة ؟ طبعا القصة لم تكتمل بعد
لا بنهاية سعيدة ولا بنهاية حزينة .
القصة مستمرة .. والأكسجين ينفذ .........
هذا ما نعانيه في غربتنا وفي حوارنا مع الأمريكيين
على سفح جبل , واحتد النقاش فحمل احدهما العصا للآخر
فهرب الاخر ودخل مغارة , فلحقه صاحب العصا مزمجراً
وفي هذه اللحظة حدث شىء لم يكن بالحسبان .
ارتجت الأرض وصار زلزالا , وانهارت الصخور على باب
المغارة فسدته سداً , وكان صوت الزلزلة داخل المغارة
مرعباً يخلع القلب . وبعد دقيقة هدأ كل شيء وصارت
المغارة سوداء , ارتفع صوت العربي : هااااااا .. رد
عليه الأمريكي : هاااااا .. اطمأن كل منهما بعض الشيء
لأنه وجد أخا له من جنس البشر معه .
اوعك تكون حامل العصا ...
احنا في ايش ولا في ايش ...
واقترب كل منهما على الصوت , ذلك ان الظلمة كانت كاملة
وتماسكا بالأيدي بقليل من اللطف . ثم جاء على بالهما النكد
بس لما نخرج من هون بس , والله لأفرجيك .
طب نخرج بس , وفرجيني على كيفك .
ورجع الله لهما عقلهما , واتفقا على خطة للخلاص .
أولاً يجب تحديد مكان باب المغارة , وثانياً التحسيس
والتعرف على المكان لتدبير الحال ومحاولة فتح ثغرة .
وبدأ العمل .
لكنهما عادا الى النكد .
قال الأمريكي : احنا ديننا أحسن .
قال العربي : لأ يا حبيبي احنا اللي ديننا أحسن .
وقال كلاهما بصوت واحد : الله هو الذي .....
ثم سكتا معا , ربما لأنهما نسيا بأن الله واحد مهما
اختلفت الأديان , وان الله هو خالق كل شيء على هذه
البسيطة , بما في ذلك هما الاثنين , والدين العربي والدين الأمريكي .
وفي هذه اللحظة العجيبة نشب الخلاف بينهما أكثر وأكثر .
فقال العربي : انتم تغنون بالديموقراطية , وتحسبون
انفسكم ديموقراطيين , وفي نفس الوقت تأمرون كل
من هو ليس أمريكيا ان يفعل ما تشاءون , واذا رفض
وقال لا , تعاقبونه , وتمنعون عنه المصروف , وتحتلونه
انتم تريدون ان تكونوا ديموقراطيين متى شئتم , وديكتاتوريين
متى شئتم , وتريدون وتريدون من الاخرين ان يدفعوا ثمن
ديموقراطيتكم , ولا يهمكم اذا مات الف او عشرة آلاف .
قال الأمريكي : انتم تحسبون انفسكم أحسن البشر
وتعتقدون ان اي شيء مختلف عنكم فهو خطأ , ولا تحترمون
الآخر , بل لا تحاولون الاقتناع بوجود الآخر , تتغنون
بتاريخكم وبالماضي , لا تعيشون الحاضر , ولا تنظرون
الى المستقبل , تعيشون في العهد القديم , وكأن الزمن
توقف عند ابن خلدون و عباس بن فرناس .
قال العربي : الحق عليكم , انتم الذين لا تريدون ان
تفهموا ان هناك اناس غير الأمريكيين على الأرض
أناس مثلكم من دم ولحم , لهم احلام مثلكم تماماً , لهم
أمهات وآباء مثلكم تماما , لهم حياة مثلكم تماما , انتم
الذين تعطون انفسكم الحق بتصنيف خلق الله , مرة محور
الشر , ومرة شرق أوسط جديد , ومرة عراق ديمقراطية
ومرة كوبا خالية من الديكتاتورية , حتى جعلتم العالم يكرهكم
ويهددكم ويتمنى سقوطكم في الهاوية , أيحلو لك وضعكم هكذا ؟
قال الأمريكي : الحق عليكم أنتم , أنتم الذين لا تريدون
ان تفتحوا عينكم , لا تريدون ان تستعملون عقولكم
وتنظرون ابع من انوفكم , لا تريدون ان تعرفوا ان هناك
عرب , يهود , ومسيحيين , آخريين , وان كل واحد يعيش
كما يحلو له , انتم الذين تعطون الحق لانفسكم بان تقولوا
عن الغير عربي والغير مسلم بأنه كافر , انا اعرف ان
الاسلام دين محبة وتسامح , لمدذا تستعملون الدين
كستار لاعمالكم وعقليتكم المتحجرة حتى جعلتم العالم
يعتقد ان الاسلام هو الارهاب , أيحلو لك الوضع هكذا ؟
وهنا بدأ الصراخ , وتحركت العصا , لكن الرجلين شعرا
بتعب مفاجيء , وتذكرا انهما محبوسان في مغارة , ولعل
السبب الحقيقي للتعب كان أن الأكسجين بدأ ينفذ , بدءا
يحسان بارتخاء المفاصل .
هل تتساءل أين تكملة القصة ؟ طبعا القصة لم تكتمل بعد
لا بنهاية سعيدة ولا بنهاية حزينة .
القصة مستمرة .. والأكسجين ينفذ .........
هذا ما نعانيه في غربتنا وفي حوارنا مع الأمريكيين
banat 160 :: قصص وروايات :: قصص وروايات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى